راشد شرار

يرى أن المنافسة مشروعة
وقد تتفوق الشاعرة على الشاعر
راشد شرار: الهيئات الإعلامية غير مقتنعة بجدوى المجالس الشعرية


كأن لقصيدة الشاعر راشد شرار أجنحة تحلق بها في فضاءات إبداعية خاصة لم تحل مفرداتها الموغلة في المحلية دون اصطحاب الملتقي إلى فضاءاتها الرحبة... قصيدته البديعة النابعة من شاعرية جميلة كانت ولا تزال محل حفاوة وسائل الإعلام بخاصة وأنه من الشعراء المبدعين الذين بذلوا جهوداً واضحة وطيبة خلال ترأسه مجالس شعراء دبي. وهو وإن كان آسفاً لتوقف عمل وأنشطة المجالس الشعرية، لا يزال يأمل في عودة الروح إليها لتعاود ممارسة دورها السابق..


- لديك قصائد موغلة في محليتها، في مقابل قصائد أشبه بالسهل الممتنع وذات لهجة مفهومة للجميع.. فهل تكتب النموذج الأول للملتقي المحلي وتكتب النموذج الثاني وعينك على عموم القراء؟
* أبدأ بالحمد والشكر لله تعالى على أن تكون لدي موهبة تمكنني من صياغة القصيدة بأساليب متنوعة وهذا التنويع ليس في أفكار القصيدة وأحاسيسها فقط بل في لغتها اذ أن لغة القصيدة تتناغم وتنسجم مع أفكار القصيدة فأحياناً تأتي مفردات محلية مناسبة لموقع الفكرة وأحياناً أخرى تأتي مفردات شاملة مناسبة أيضاً لمحتوى القصيدة.


- تكثر من كتابة القصيدة الغزلية والقصيدة الوطنية، فهل يرجع هذا إلى تمكنك من إنجاز قصيدة نمطية؟ أم أنك لا تنشر نتاجك المتنوع الأغراض؟
* في الواقع أنا أكتب في مختلف أغراض الشعر وأنشر ما يسمح بنشره لأن هناك قصائد لا يسمح بنشرها كما يذكر المشرفون على صفحات الشعر في الصحف والمجلات ولكنها ستأخذ مكانها إن شاء الله في ديوان أخطط لطبعه منذ فترة من الوقت.


- هل تعتبر ما يتردد في الخليج والوطن العربي من أغاني إماراتية: شعراً حقيقياً يمثل الشعر الشعبي الإماراتي، ولماذا أنت مقل في كتابة الأغنية؟
* لا نستطيع أن نطلق على كل ما يغنى شعراً فهناك وللأسف أغان لا ترتقي إلى مستوى الشعر، وفي الوقت نفسه هناك قصائد جميلة مغناة تحمل المستوى الحقيقي للشعر الإماراتي، وفي مقدمة كاتبي هذه القصائد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والدكتور مانع سعيد العتيبة، أما بالنسبة لي فأنا أكتب القصيدة معتقداً أنها هي التي يجب أن تسود سواء بالنشر أو بالغناء، وأنا بطبيعتي لا أجري وراء الفنانين الذين يلهثون وراء المادة.


- وفرت إحدى شركات الاتصال خدمة تسجيل قصائد الشعراء، بما أنك المسؤول على هذه الخدمة هل تقدم لنا معلومات توضيحية حولها وما هي الغاية المنشودة منها؟
* إن شركات الخدمات الهاتفية تقدم خدمة متميزة وقد خصصت خطوطاً لخدمة الشعر والشعراء، وتعتبر هذه ظاهرة صحيحة تتيح لأي شاعر مبتدئ أو هاو أو شاعرة فرصة لتسجيل شعره بعيداً عن الأنظار كما أن باستطاعة متذوقي الشعر الاستمتاع بقصائد متميزة لشعراء عمالقة بعضها من التراث والبعض الآخر لشعراء معاصرين بكلفة بسيطة.


- هل جاءت هذه الخطوط"خطوط الشعراء" بديلاً للديوان المسموع؟
* خط الشعراء أشبه بالديوان المسموع وذلك للفرصة المتاحة لتسجيل كل ما لدى الشعر على هذا الخط، وبطبيعة الحال سيستمع لما سجله كل الجماهير المتصلة بالخط، وهذه تعتبر خدمة متطورة، وأنا يشرفني أن أكون مشرفا على هذه الخدمة في إحدى الشركات فهو مجال جديد لخدمة الشعراء.


- موخراً أسندت إليك مهمة الاشراف على ملف شعر شعبي في إحدى المطبوعات المحلية، فما هو الجديد المغاير الذي ينوي الملف تقديمه؟
* ننوي من خلال ملف الشعر الشعبي في مجلة"الديوان" أن نعطي فرصة كبيرة للشعراء الشباب ليساهموا في إبراز مواهبهم وتنميتها وإلقاء الضوء على المخزون الشعري للدولة.


- يبدو لنا جلياً أن أنشطة مجالس الشعراء آخذة بالتوقف وكأن الدم لم يعد يتدفق إليها، وبصفتك رئيس مجالس شعراء دبي هل تخبرنا لماذا؟ وكذلك عن خططكم القادمة لتفعيل دورها؟
* لنكون صريحين، إن القائمين على الهيئات الإعلامية لم تعد لديهم القناعة بجدوى هذه المجالس وما يطرح بها من شعر رغم أن أبرز شعراء الدولة ينضمون لهذه المجالس ولكن بوجود سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وسمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حفظهما الله فلا بد أن تعود هذه المجالس إلى الوجود وتأخذ موقعها المناسب وسنكافح لإعادتها والرقي بها رغم الظروف والتحديات.


- ماذا عن الجديد الذي تعد له على الصعيد الإعلامي"تلفزيون وإذاعة" لخدمة الشعر والتراث الشعبي؟ هل ليدك برنامج مت وما هي فكرته؟
* هناك أفكار لبرامج تلفزيونية متبلورة ولكنها لم تعرض حتى الآن على أحد من المسؤولين في إعلام دبي وذلك للأسباب المذكورة في الجواب السابق والدليل هو خلة شاشات تلفزيونات الدولة من أي برامج تعنى بالشعر والشعراء وكأننا لسنا عرباً وليس لنا تاريخ شعري ولا يوجد في الدولة شعراء يستحقون الظهور على هذه الشاشات البلورية التي أصبحت محصورة بفئة معينة وبرامج خاصة، ولكننا سنحاول طرح أفكارنا على المسؤولين في هذه الهيئات عسى أن نحظى بالموافقة.


- هل ترى أن هناك ثمة متغيرات طرأت على شعرنا الشعبي ما هي هذه المتغيرات إن وجدت ومن هم نجوم ورموز هذا التغير؟
* طرأت متغيرات على شعرنا الشعبي من حيث المفردات والأفكار المطروحة في القصائد وهذا في حد ذاته يعتبر تغييراً في شكل ومضمون القصيدة وهناك شعراء لهم الفضل في هذه النقلة أمثال سالم سيف الخالدي وعلي الخوار.


- استفادت معظم المجالات الحياتية من التكنولوجيا، فهل تعتقد أنها استطاعت تقديم خدماتها للشعر الشعبي؟
* من الطبيعي أن يتأثر الشعر كبقية الفنون الأخرى بالتطور التكنولوجي فها نحن الآن نجتمع على خط واحد"الإنترنت" في جهاز بسيط وهو "الكمبيوتر" إذ بإمكان متذوق الشعر أن يضغط على الزر فيدخل إلى عالم الشعر والرحب.


- كيف تنظر إلى الحركة الشعرية في الإمارات؟... وما رأيك بالحركة الشعرية النسائية؟ هل تراها في موقع يتيح لها المنافسة؟
* حركة الشعر في الإمارات أصبحت الآن مقروءة فقط ذلك لعدم وجود برامج مرئية وأمسيات وندوات تهتم بالشعر والشعراء ولعدم وجود بيت يحتضن الشعراء ويقوم بتدوين إنتاجهم الشعري أسوة بالدول الخليجية الأخرى.
أما بالنسبة للشعر النسائي فهو يحتضر وذلك لابتعاد الشاعرات المتميزات أمثال فتاة العرب والمياسة وأخريات عن ساحة الشعر، لذل نأمل عودتهن لتنشيط الحركة الشعرية، أما المنافسة فهي حق مشروع للجميع وقد تتفوق الشاعرة على الشاعر والعكس صحيح. وأشكركم على هذا اللقاء متمنياً أن لا أزعل أحداً بصراحتي التي قد تجرح..أحياناً...






من مجلة شعر وفن
موقع صوت التراث - الإثنين 11 / 03 / 2013 - 12:43 صباحاً     زيارات 35005     تعليقات 0
عرض الردود
أضف تعليقك