أحمد بن حيي الوشاحي

ليس من شاعر لم يتأثر بآخر
صاحب" حكم الهوى" أحمد بن حيي الوشاحي:"الشلة" إبداع عريق وحديث السهر ..واختصار المسافات
أنا شاعر تقليدي أتذوق الحديث..والفصيح أفادنا "زفة الشوق" قريباً.. في الأسواق

يعتبر الشاعر أحمد بن حيي الوشاحي أحد الأصوات الشعرية المميزة وهو من الذين أسهموا في إثراء قصيدة النبط عبر سلالة اللغة ورقة الإيقاع ونداوة الصياغة وإلى جانب ذلك يعتبر من الأصوات الأثيرة لدى الكثيرين من محبي الشعر من خلال تميزه الملحوظ في إلقاء فن "الشلة". في هذا اللقاء نتحاور مع الشاعر أحمد بن حيي الوشاحي مسلطين الضوء على تجربته الشعرية ورؤيته لعدد من القضايا والموضوعات المتعلقة بنتاجه خصوصاً وبالساحة الشعرية والثقافية بشكل عام.


- في البداية ما هو الهاجس الذي دفعك للكتابة؟ما الذي قادك إلى جهة الشعر؟ وهل تعتقد أن هناك حدثاً أساسياً دفعك إلى الاقتراب من ينابيع الكتابة؟ وماذا يمثل العمل الشعري بالنسبة لك؟
* لا شك أن حبي وعشقي الكبير لهذا النوع من الكتابة وهو الشعر كان من الأسباب التي دفعتني لكتابة الشعر وأن كان السبب الرئيسي هو الحب إذ أن الحب سواء كان حب الإنسان للإنسان أو حب الإنسان للطبيعة وغيرها قد يدفع الشاعر للكتابة. وأما عن الشعر فهو في دمي وفكري منذ كنت طفلا حيث أنني من أسرة معظم أفرادها كانوا شعراء ولهذا فقد تأثرت بالطبيعة البدوية التي كان يعيشها بعض أفراد أسرتي وكنت أقضي أياماً وليالي كثيرة في البادية أتأمل في هذه الطبيعة الغنية بكل معاني الحب والجمال أما الحدث الأهم الذي دفعني لكتابة الشعر فهو مروري بتجربة غرامية قوية جعلتني مولعاً بالشعر والتغني به.

- من هم الذين أثروا في ذائقتك الشعرية وساهموا في إثراء قاموسك الشعري؟ وهل تدين بالفضل إلى تجارب شعرية معينة أو أسماء معينة في حضورك على الساحة الأدبية؟
* أعتقد أن الشاعر الذي يقول بأنه لم يتأثر بأحد من الشعراء الذين سبقوه في هذا المجال فأن كلامه غير دقيق فبالرغم من وجود الموهبة لدي إلا أن هذه الموهبة قد صقلت من خلال الاستمتاع إلى أشعار الكثير من الشعراء الذين كان يتغنى بها في ذلك الوقت الفنان"علي بن روغة" وحيث المرحلة العمرية التي كنت أعيشها آنذاك هي مرحلة الطفولة فقد جعلتني أحفظ القصائد عن ظهر قلب وأتغنى بها ثم جاءت مرحلة أخرى وهي مرحلة الاختلاط بالآخرين من خلال حضوري كثيراً من المناسبات التي كان يلقى فيها الشعر الارتجالي الذي يسمى"الرزفة الحربية" وبدأت أشارك في مثل هذه المناسبات ثم جاءت المرحلة الثالثة وهي كتابة الشعر ومن ثم تسجيله في أشرطة"الكاسيت" وحتى لا أظلم أحداً من الشعراء الكبار فإن جميع الشعراء الذين عاشوا في المنطقة أو الذين لا يزالون يمارسون الشعر قد أثروا في تجربتي الشعرية وأنا أدين لهم جميعاً بالفضل ورحم الله من توفي منهم وأطال في عمر الموجودين.

- يعتبر فن الإلقاء الشعري"الشلة" من فنون الصوت المحببة للكثير من مستمعي الشعر..وباعتبار أحد الموهوبين في هذا الفن ما هو الانطباع الذي تحمله عن هذا النوع من الفنون الصوتية؟ وما هي الإمكانات التي يميز بها أو يبشر بها في المستقبل؟
* الانطباع الذي أحمله عن هذا الفن أنه أحد المجالات التراثية لأهل هذه البلاد وأعني بها بلاد الخليج وهو فن عريق مارسه الأجداد بصورة رائعة جداً وكان محفزاً لهم على أداء العمل ومقصراً عليهم المسافات حيث لم يكن هناك وسائل انتقال حديثة كما أنه حديث السهر ومحور للكثير من المساجلات الشعرية ولا يختلف هذا الفن كثيراً عن غيره من الفنون إلا في المكان الذي يؤدى فيه حيث أن أهل البحر مثلاً يؤدونه بطريقتهم الخاصة وكذلك أهل البادية وإن كان معروفاً لدى هؤلاء بشكل أكثر وقد كان الوسيلة المناسبة لنقل الشعر من الشاعر إلى المستمع وكذلك لحفظ الشعر وأنا أعتبر الغناء تطويراً لهذا النوع من الفنون لا غير.

- ألا تعتقد أن فن "الشلة" هو فن إيقاعي سماعي وهو بهذا المعنى فن مختلف عن الكتابة.. أذ يثير البعض مسألة أن هذا الأداء الصوتي يجمل حتى الكلام العادي أو غير الإبداعي مثل كثير من الأغاني أيضاً نظراً للمستويات الإيقاعية والتطريبية العالية فيه… ألا ترى كذلك أم هذه الأساليب الأدائية في طريقها إلى التلاشي والأفول مع حضور أشكال شعرية متعددة لا تهتم كثيراً بالمستويات الصوتية وبالموسيقى الخارجية للجملة الشعرية؟
*أنا أختلف معك في هذا إذ أن هذا الفن لا يجمل الكلام العادي كما ذكرت بل يكشفه فهو ميزان لوزن القصيدة وكذلك هو وسيلة من وسائل الإبداع ولكني أتفق معك وأشاركك الشعور بالخوف من التفريط في المحافظة على هذا الفن مع المحاولات غير المقنعة في ممارسته وأن الموسيقى في الجملة الشعرية هي الأهم إذ لا أتصور وجود فن بدون وجود الموسيقى المرافقة للجملة الشعرية وخصوصا فن الشلة الذي يعتمد أداؤه على نوع القصيدة ومدى توافر الموسيقى فيها.

- ما زلت محافظاً على معمار القصيدة التقليدية فرغم أنة هناك تجديدات وتطورات لحقت بشكل القصيدة النبطية وبطرائقها وأساليبها فلم نقرأ لك قصائد تفعيلة مثلا إلى غير ذلك من الأشكال  والتجارب الأخرى.. فما سر عدم تجاوزك أو تخطيك لعمود القصيدة بأركانها الثابتة..إيقاعا ووزنا وقافية؟
* أنا شاعر تقليدي رغم أني أحب الشعر الحديث وأتذوقه ولا أنتقده وأعتبره شكلاً من أشكال الشعر طالما ظل محافظاً على شروط القصيدة كما أنه من قال إنني لم أجدد في الشعر فقد كتبت جميع أنواع القصائد تقريباً ولكنه لم يأتي الوقت المناسب لنشرها إلا أحب أنني النوع التقليدي لأنه الأشمل وهو الذي يعبر عما أقوله بشكل أفضل من الأنواع الأخرى.  

-يرى البعض أن قصائد الشعر الفصيح قد ساهمت في إثراء القصيدة النبطية وقد استفادت من فضاءاتها وتقنيتها.. ما هو رأيك؟
* هذا صحيح ومؤكد فالقصيدة الفصيحة قد ساهمت وتساهم في إثراء القصيدة النبطية إذ أن الكثير من الألفاظ والكلمات التي يوردها الشعراء في القصيدة النبطية هي انعكاس لتأثرهم بالشعر الفصيح.

- سبق وأن وعدت الجمهور في حوار لإحدى المطبوعات بعمل ألبوم جديد يحمل عنوان "زفة الشوق" إلى أين وصل هذا المشروع؟
* هذا صحيح وأن الألبوم هو الآن في مراحل الإنتاج النهائية وسوف يكون بين أيدي الجمهور قريباً جداً وبهذه المناسبة أود أن أتقدم بالشكر للملحن القدير على كانو ولشركة"خمس الحواس" للإنتاج الذين بذلوا جهداً كبيراً من أجل أن يرى هذا العمل النور.

- أثار توقفك عن النشر لمدة عشر سنوات الكثير من التساؤل..ترى ما أسباب ذلك؟
أظن أن الشاعر الذي يكتب ويسجل وينشر أشعاره طيلة عشر سنوات يحتاج إلى فترة راحة مماثلة هذا بالإضافة إلى ظروف العمل والدراسة ولا توجد أسباب أخرى.

- قصيدة "حكم الهوى" معشوقة متابعيك كلمة ولحناً ..ترى ما أسباب ذلك؟
*هي إحدى القصائد المميزة وليست الوحيدة ولكن اهتمام الناس بقصيدة "حكم الهوى" يعود بالدرجة الأولى إلى كثرة ترديدها وأنا أعتقد لو أن الناس استمعوا لقصائدي الأخرى لكان لديهم انطباع عن هذه القصائد ولكان هناك أكثر من حكم وليس حكماً واحداً.

- يشتكي أغلبية الشعراء عن تشدد بعض شركات الإنتاج في وضع بنود الاحتكار فما هو رأيك؟
* أتفق مع أخواني الشعراء في هذه الشكوى وأطالب بأن تخفف هذه الشركات من شروط الاحتكار حيث أن الشاعر يحتاج إلى من يأخذه بيده في بداية المشوار وليس من يقيده.
موقع صوت التراث - السبت 31 / 10 / 2009 - 12:35 صباحاً     زيارات 48213     تعليقات 11
عرض الردود
أضف تعليقك