جمعة بن نايم الكعبي

مد الفاكس يده بيضاء لتصافحنا بإجابات قادمة إلينا من كوسوفو حيث حاورنا الشاعر المبدع جمعة بن نايم الكعبي الذي يرابط مع قوات الإمارات الباسلة التي لا تدخر جهداً في سبيل إحلال السلام والأمن وتقديم المساعدات ي إقليم كوسوفو الألباني. ولا تقتصر أهمية شاعرنا الكعبي على كونه أحد الشعراء المعروفين في الإمارات بل تنبع كذلك من إحساسه العالي بواجبه ودوره حيال كل ما يحيط به فهو الابن المخلص للوطن والشعر والأب الحريص على أبنائه رعاية وحبا ... وتوجيها طيبا..

--------------------------


◄ بما أنك موجود في كوسوفو ولا شك بأن مشاهداتك أثارت الشجون لديك ، فكيف تصف لقرائك الوضع الراهن في كوسوفو؟
■ أولاً وقبل كل شيء أهنئكم وأهنئ نفسي بسلامة الوالد صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل رئيس الدولة أطال الله في عمره.. أما بالنسبة للوضع في كوسوفو فهو يشهد الكثير من المتغيرات يوميا وقوات الإمارات لا تدخر جهداً في إحلال السلام والأمن وتساهم بشكل فعال في مد يد العون لهذا البلد الذي عانى شعبه الكثير مكن أهوال الحروب...وبكل أمانة لقد استطاعت قوات الإمارات إثبات وجودها بكفاءة فائقة ورفع علم دولة الإمارات في شتى أنحاء كوسوفو بما تقدمه من مساعدات منقطعة النظير للشعب الكوسوفي المسلم ..وإذا دل ذلك على شيء فإنما يدل على السياسة العليا الحكيمة للدولة ... والأطفال هنا دائما يرفعون علم الإمارات ويهتفون (شكرا بابا زايد) باللغة العربية والألبانية.

◄ لا شك بأن سفرك إلى كوسوفو يعتبر تجربة مثيرة بالنسبة لشاعر مثلك يتمتع بالشاعرية ورهافة الحس. فهل تختصر لنا ببضع أبيات شعرية هذه التجربة؟
■ إنها ليست تجربة وإنما هي واجب إنساني وأداء رسالة مقدسة.. وهذه ليست المهمة الأولى بالنسبة لي.. فقد شاركت في مهمات إنسانية مماثلة لها في الكويت والصومال.
لبيك يا أغلى ثرى.. لبيك يا أغلى وطن
سيف الوفا لك عالوفا يمضي وخياله معاك
باسم الفداء لك ننحني ونقبل ترابك ثمن
نفديك بالدم الوفي وإلنا الفخر نفدي ثراك

◄ سمعنا عن إمكانية إقامة أمسية شعرية لك في كوسوفو فهل حدثتنا عن طبيعة هذه الأمسية. ومن جهة أخرى ما هو موقفك تجاه الأمسيات الشعرية التي تقام في الدولة وهل تشارك لو دعيت لإقامة أمسية شعرية مشتركة؟
■ لم تنظم أمسية شعرية لعدم وجود الوقت الكافي وذلك للانشغال بمهامنا ولكن سنقوم بتنظيم أمسية شعرية قريبا إن شاء الله وهدفها رفع الروح المعنوية لأبطالنا.

◄ تعتبر أنت من شعراء الجيل الوسط الذى عاصر شعراء مخضرمين فكيف تنظر إالى شعراء الجيل السابق؟
■ لم أصل إلى ذلك المستوى الكبير كي أقيم أو أبدي رأيي في شعراء أمثال الماجدي بن ظافر.. راشد الخضر وأحمد الكندي وغيرهم من الذين أعطوا الكثير من روائع الشعر الذي كان وما زال في طياته أغزر المعاني والحكم والوصف النبيل والشجاعة.

◄ أيضا تعاصر الآن جيلاً من الشعراء الشباب ، فما هو الجديد الذي تعتقد أنهم قدموه، وبماذا تختلف مرحلتهم الشعرية عن المرحلة السابقة؟
■ أعتقد بأن شعراء الجيل الحالي يسعون إلى تكملة ما أعطى آباؤهم فهم رجال يقدرون ما قدمته لهم دولتهم الفتية وهم أهل لهذه المسؤولية وتعلموا من بيئتهم ومن عادات وتراث آبائهم الكثير والمثل يقول(عيال الصقور ما تبور).

◄ اعذرني على فجاجة السؤال التالي.. إذ نتوقع أن تتطلب طبيعة عملك شيئا ًمن الخشونة بل لنقل الانضباط في حين يتسم شعرك بالرومانسية والعذوبة، ونتساءل هنا كيف استطعت المواءمة بين الجانبين؟
■ أحب أن أوضح أنني وفي مجال عملي أكون كالأب الذي يوجه ويخاف على أبنائه ويزرع في نفوسهم إطاعة الله والدفاع عن الأرض والعرض مهما كان الثمن ونعمل كاليد الواحدة لتنفيذ ما نؤمر به من قيادتنا الرشيدة ، أما في الحياة المدنية فأتفرغ لمتابعة أبنائي وتخصيص بعض الوقت لكتابة الشعر العاطفي للتعبير عن النفس ولتقديم ما هو أجود لمتذوقي الشعر.

◄ يلاحظ أن معظم قصائدك تدور في إطار الغزل وكذلك الوطنيات فلماذا لا تغوص في بحر آخر غير الغزل؟
■ ومن قال ذلك؟ فلقد كتبت في مجالات عدة وخاصة القصائد الاجتماعية بشتى أنواعها وأشهرها قصيدة أو ما أسميها(رسالة إلى طالبين العلم) تحث أبناء الإمارات على التزود بالدين والعلم والمعرفة.. وهناك الكثير من القصائد الإجتماعية وفي جميع المجالات.

◄ خلال السنوات الأخيرة لا حظنا بعض التغيرات التي طرأت على قصيدتك فهل كان ذلك تدرجا منطقيا تمر به أي تجربة إبداعية؟ أم ماذا؟
■ إنه تدرج منطقي يمر به كل شاعر ومع متغيرات العمر والمواقف يكتسب الخبرة والاستطاعة لكتابة ما هو أفضل ويتعلم من أخطائه السابقة.

◄ تحرص على الظهور في وسائل الإعلام بشكل مكثف، هل ذلك بغية(تواصل) قصيدتك مع الملتقى أم (إيصال) ذاتك إليه؟
■ أنا عكس هذا الكلام تماما.. فلإعلام لم يعطني حق الظهور ولكن هذه إبداعات ذاتية مني لكي أتواصل مع الجمهور.. فأنا لي في الأسواق أربعة أشرطة أو كما يقال دواوين مسموعة واخص بالذكر آخر كاسيت وطني طرح في الأسواق بعنوان(لبيك يا وطن) لم يلاق أي اهتمام إعلامي مرئي أو مقروء بالرغم من أن هذا الكاسيت يخدم بشكل فعال ويرفع الروح الوطنية لأبنا الوطن وحثهم على التفاني خدمة ودفاعا عن وطنهم الغالي.

◄ يرى كثيرون أن الشعر الشعبي يحظى باهتمام إعلامي كبير فهل أن الدوريات والمطبوعات التي تنشر قصائد الشعر الشعبي تلتزم بنشر الشعر الجيد والحقيقي أم مطلق شعر؟
■ للأسف إن بعض محرري صفحات الشعر الشعبي ركيزتهم الأساسية المجاملات وعمل العلاقات التي تعتمد على المصالح وينشرون ما يروق لهم دون مراقبة ولكل من يدعون بأنهم شعراء.. وأنا أجزم بأن هذه أمانة ويجب أن تصان بالشكل الصحيح والعادل.

◄ هل تعاقد بأن الفنانين الإماراتيين أعطوا الكلمة حقها في الساحة المحلية، ومن هو فنانك المفضل الذي تحب السماع إليه؟
■ أعتقد بأن بعض الفنانين في الإمارات ظهروا على الساحة الفنية بالشكل غير الصحيح ولا يجب أن يكونوا فنانين يعتمد عليهم في إظهار كلمة الإمارات.. وأنا أؤكد بأن معظمهم لا يدرك ما يقول وإنما مجرد حفظ للكلمات لا أكثر ولا أقل وذلك لكسب الشهرة والمادة في آن واحد. أما الفنان الذي أحس أنه فعلا يختار الكلمة ويجيدها وأحب السماع إليه فهو الفنان محمد عبده ويعجبني كثيرا الفنان أبو بكر سالم.

◄ لقد تميزت بكتابة قصائد الشلات الشعبية وقد لاقت كلماتك صدى واسعا بتعاونك مع صاحب الشلات المعروف عيضه بن طناف المنهالي ونذكر من هذه القصائد (أغلى هديه-يابوي-الغريب). فهل هناك تعاون قريب بينك وبين عيضه بن طناف؟
■ أنا لست الوحيد من أبدع في كتابة كلمات الشلات..هناك شعراء أعتبرهم أفضل مني في ذلك وأخص بالذكر سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان الذي لاقت قصائده قبول ومحبة الجمهور.. وهناك شعراء أيضا لا تحضرني أسماؤهم من الذين لهم بصمات واضحة في هذا المجال.. أما بالنسبة إذا ما كان أي تعاون جديد بيني وبين عيضه.. أود أن أقول إن الشعر عيضه يعجبني أداؤه فهو أفضل الذين يؤدون الشلات وهو أخ عزيز ولكن ليس هناك أي تعاون لاحق بيني وبينه.

◄ نفهم من كلامك أن هناك خلافا بينك وبين عيضه؟
■ ليس هناك خلاف.. وكما قلت سابقا فإنا أعتبر الشاعر عيضه بمثابة أخ ولكن لدي ظروفي الخاصة التي لا تساعدني على التعاون معه مستقبلا ولا أحب الإفصاح عنها.

◄ الشاعر جمعة بن نايم فيمن تكتب الشعر؟
■ أكتبه ..لمن يستحق.





المصدر : شعر وفن 17-1-2001 العدد 13
موقع صوت التراث - الأحد 6 / 01 / 2008 - 05:39 صباحاً     زيارات 22884     تعليقات 64
عرض الردود
أضف تعليقك